«عمان»: يعد مرض السكري من النوع الثاني مصدر قلق للصحة العامة عالميا، وغالبا هو مرض صامت، وقد يؤدي إلى مضاعفات عديدة إذا بقي الشخص المصاب غير مشخص، وعالميا، 49.7% من بين جميع حالات السكري عند البالغين لم يتم تشخيصهم، وتتراوح هذه النسبة بين 69.2% في أفريقيا و57% في آسيا، و38% في أوروبا وأمريكا الشمالية. ووفقا لنتائج المسح الصحي العالمي بسلطنة عمان لعام 2008، فقد ارتفع معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني إلى 12.3% وبلغت نسبة الحالات غير المشخصة 40.9%.
يتم الاختبار التشخيصي المعياري الذهبي لمرض السكري من النوع الثاني من خلال اختبارات الدم البيوكيميائية، مثل اختبار الجلوكوز في الدم عند الصيام واختبار تحمل الجلوكوز الفموي، إلا أن كلا الاختبارين مكلفان ويتضمنان إجراء تدخل، لذلك فإن إيجاد طريقة بسيطة وفعّالة وغير مكلفة ودون تدخّل لفحص نسبة السكر في الدم للكشف عنها لدى الأفراد المعرّضين لمخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لهو أمر بالغ الأهمية.
وقد نشرت مجلة عمان الطبية التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية دراسة بحثية حول تطوير نموذج درجة المخاطر لفحص مرض السكري في سلطنة عمان والتحقق من فعاليته لكل من الدكتورة نجلاء اللواتية والدكتور هلمان ألفونسو والدكتور جواد اللواتي، باعتباره نموذجا بسيطا وأداة فحص ذاتية لاستخدامها بين عموم السكان العمانيين.
وقد استخدمت بيانات المسح الصحي العالمي بسلطنة عمان 2008، لتطوير نموذج درجة المخاطر لفحص مرض السكري، وتم تطبيق تحليل الانحدار اللوجستي متعدد المتغيرات التراجعيّ باتباع الأسلوب التدريجي وذلك للحصول على معاملات انحدار لعوامل الخطر للجنس، والعمر، والتحصيل العلمي، والحالة الاجتماعية، ومكان الإقامة، وارتفاع ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، وتعاطي التبغ، وتناول الفاكهة والخضروات يوميا، وكذلك النشاط البدني الأسبوعي. تم ضرب معاملات النموذج بمعامل من خمسة لتخصيص درجة مخاطر لكل فئة متغيرة، وحساب المجموع الإجمالي للنقاط كمجموع هذه الدرجات الفردية. كما تم التحقق من صحة النموذج باستخدام مجموعة عمانية أخرى عن طريق حساب المنطقة تحت المنحنى وتحديد حساسية ونوعية النتيجة المثلى.
تم إنتاج نموذج قوي لمخاطر الإصابة بمرض السكري ويتكوّن من ثمانية متغيرات (العمر، والجنس، والمستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية، ومحل الإقامة، وارتفاع ضغط الدم، وحالة التدخين، ومؤشر كتلة الجسم) مع نقطة قطع مثالية ≥ 15 لتصنيف الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني. عند نقطة القطع هذه، كان لدى النموذج حساسية لـ71.1% ونوعية 74.4% وكانت المساحة تحت المنحنى 0.8، عند التحقق من صحتها داخليا (بيانات مسح 2008)، في حين كانت نقطة القطع المثلى للنتيجة ≥ 13 بحساسية أقل ونوعية أعلى عندما كان النموذج خارجيا. في المقابل، كان أداء النماذج: العماني القديم والكويتي والسعودي والفنلندي لمخاطر الإصابة بمرض السكري في مجموعات دراستنا ضعيفا بين العمانيين بحساسية ضعيفة ونوعية معقولة.
وقد توصلت الدراسة إلى أن النموذج المطور لمخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يوفر أداة ذاتية سهلة الاستخدام لتحديد معظم الأفراد المعرّضين لذلك الخطر في سلطنة عمان، ويتضمن النموذج ثمانية عوامل خطر مرتبطة بمرض السكري يمكن أن تعمل أيضًا كأداة لزيادة وعي المجتمع بأهمية عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري، وتوفير المعلومات لصانعي القرارات لتحديد برامج الوقاية من مرض السكري.